البيان السعودي والتأكيد على إقامة الدولة الفلسطينية

مقالات عامة
الكاتب أحمد المالكي يكتب : البيان السعودي والتأكيد على إقامة الدولة الفلسطينية
الكاتب: 

الكاتب أحمد المالكي

كاتب متخصص بالعلاقات الدولية والقضايا السياسية , رئيس مركزشئون دولية باللغة العربية للدراسات - مصر
الأحد, فبراير 11, 2024 - 02
بعد التقارير التي ظهرت مؤخراً عن إمكانية تخلي السعودية عن شرط إقامة الدولة الفلسطينية بعد هجمات حماس في أكتوبر الماضي على إسرائيل في الاتفاقية المرتقبة بين المملكة والولايات المتحدة بشأن الدفاع جاء البيان السعودي مؤكداً على عدم تخلي المملكة عن القضية الفلسطينية وأن التطبيع مع إسرائيل دبلوماسيا لن يتم قبل إيقاف إطلاق النار في غزة وانسحاب الجنود الإسرائيليين من القطاع والاعتراف بالدولة الفلسطينية على حدود ١٩٦٧وعاصمتها القدس الشرقية وهذا الموقف ليس جديداً على السعودية التي لم تتخلى عن القضية الفلسطينية في يوماً من الأيام وهي قضية مركزية بالنسبة للمملكة وكل حكام السعودية على مدار التاريخ اهتموا بالقضية الفلسطينية وقدموا الدعم الدبلوماسي والسياسي والمادي للأشقاء في فلسطين ومازالت السعودية تدعم الشعب الفلسطيني وترفض الجرائم السعودية وتضغط دائما من أجل إيقاف هذه الجرائم وتدين كافة أعمال العنف الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني وتحاول المملكة من خلال علاقتها بالولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي الضغط على إسرائيل لكي تتوقف عن الاستيطان والقتل ومحاولات التهجير القسري للشعب الفلسطيني. البيان السعودي حول اتفاقية الدفاع مع الولايات المتحدة وعدم التطبيع مع إسرائيل بدون حل القضية الفلسطينية جاء لكي يخرس كل الألسنة التي تحدثت في الأيام الماضية عن إمكانية تخلي السعودية عن القضية الفلسطينية في الوقت الحالي وتقديم مصالحها على حساب الشعب الفلسطيني وهذا ليس من سياسة المملكة ولا قيادتها الحكيمة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان ورغم أهمية اتفاقية الدفاع مع الولايات المتحدة والتي تتضمن منافع كثيرة أمنية للمملكة إلا أنها تصر على تقديم مصلحة الشعب الفلسطيني على مصلحة المملكة لأن القيادة السعودية تدرك أهمية حل القضية الفلسطينية من أجل أمن واستقرار المنطقة وبدون حل جذري يضمن إقامة دولة فلسطينية للشعب الفلسطيني سوف تظل مشكلات منطقة الشرق الأوسط قائمة ولذلك المملكة تحاول حلحلة القضية الفلسطينية بالتواصل مع الولايات المتحدة وايضا الأطراف الفاعلة في القضية والتي تحاول حلها سواء أشقاء المملكة مصر وقطر أو مع دول غربية مهتمة بهذا الأمر ويمكن أن تضغط على الإحتلال. السعودية دولة لها سياسة واضحة وتسعى إلى العمل على إرساء مبادئ السلام في المنطقة وترى أن القضية الفلسطينية هي أساس حل كل مشكلات المنطقة في ظل استغلال أطراف إقليمية ما يحدث في فلسطين لخدمة اهدافها واجنداتها المشبوهة من خلال دعم مليشيات أدت إلى زعزعة أمن واستقرار المنطقة وأدت إلى الفوضى في عدد من الدول العربية . السعودية عينت سفيرا لدى فلسطين لأنها تؤمن بإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس وهذه الخطوة أربكت إسرائيل التي كانت تتوقع أن السعودية يمكن أن تطبع معها دون الاعتراف بالدولة الفلسطينية وهذا لم يحدث وجاء الموقف السعودي عكس التوقعات الإسرائيلية ولذلك تدرس الولايات المتحدة أكثر من أي وقت مضى الاعتراف بالدولة الفلسطينية وكذلك بريطانيا وهذه فرصة تاريخية للقضية الفلسطينية التي تمر بمنعطف خطير لأول مرة في تاريخها وايضا كل الدول العربية التي لها حدود مع إسرائيل مهددة اليوم إذا لم تحل هذه القضية في أسرع وقت خاصة في ظل حكومة إسرائيلية متطرفة تسعى إلى توسيع دائرة الصراع وتضغط الولايات المتحدة على إسرائيل للتوقف عن توسيع دائرة الصراع وتعمل على وقف القتال وتبادل الأسرى والمحتجزين ولديها رغبة في اتفاق مع المملكة يؤدي في النهاية إلى هدوء واستقرار ويخدم مصالح الجميع . بيان السعودية قوي وواضح لكل الذين يعادون المملكة ورسالة إلى العالم أن القضية الفلسطينية في قلب وعقل المملكة وقيادتها التي تعلن دائما موقفها بشكل صريح في العلن للجميع أن القضية الفلسطينية دائما في اهتماماتها وفي شهر أكتوبر الماضي قدمت السعودية دعما إلى الأونروا بقيمة مليوني دولار ونجحت الحملة الشعبية لإغاثة فلسطين بدعم وتوجيهات من الملك سلمان عبر منصة ساهم السعودية في جمع مبلغ تخطى ال ١٠٠مليون دلاور وهذه هي مملكة الإنسانية لاتنسى أبدا اشقائها والشعب الفلسطيني يعلم مدى عمل السعودية من أجل إقامة الدولة الفلسطينية وكما طرحت المبادرة العربية للسلام في الماضي هي السعودية نفسها التي تعمل على صياغة موقف عربي موحد تجاه ما يحدث في قطاع غزة وهي السعودية التي تعمل مع الولايات المتحدة لإنهاء الإحتلال