الأديب عصمت الدوسكي : الأرض والشاعر توأمان

عاشق للإنسانيه والأرض والمرأة والجمال
الجمعة, يوليو 17, 2020 - 20
شخصيات

إلهام عيسى

كاتبة صحفية

*عصمت دوسكي عاشق للأرض والوطن والجمال للمحبة للمرأة للإنسانية كيف تجلى ذلك في كتاباتك ؟ 
- الشاعر والأرض توأمان فالأرض بطبيعتها الوجودية منعمة وحبلى بالجمال وولادتي بين الراسيات منحتني القوة رغم كل الظروف والأنهار وهبتني الاستمرار والبحر مدني بالعمق أما المرأة كتبت عنها الكثير وما زلت ولن تنتهي كتابتي عنها فهي الروح التي تجعلني أحيا وما زالت هي القصيدة التي لم أكتبها بعد.

*برأيك ما لفرق بين الماضي والحاضر كوعي واطلاع هل نحن فعلا نعيش في غربة فكرية ونعاني من ضياع الأدب تستوجب النهوض ؟ 
- لكل عصر رجاله ونسائه ولكل زمن أدواته وأحداثه والفرق قد يكون ظاهريا في العمران والبنيان والتطور التقني ولكن بناء الإنسان أولا ثم بناء العمران  وما نعاني منه هو سيطرة المادة وسيطرة التقنية التي تضعف المشاعر والإحساس إلى أن يتجرد الإنسان ولا يبقى إلا حب الذات المفرط الذي يعتبر مرضا مزمنا والشعور بالغربة الروحية والضياع نتيجة انعدام التواصل الروحي والحسي والفكري وعن هذا كتبت قصيدة " اتصل .. اتصل " فما فائدة القصور والبساتين والبذخ وأنت مسجون في ذاتك؟ 

* دهوك يا وجعي الآتي عبر الزمن ماذا تقصد بذلك وخصوصا دهوك لها خصوصية في حياتك ؟ 
- دهوك مكان ولادتي في محلة شيخ محمد التي تقع الآن وسط السوق للتغيرات الحديثة ،أرى دهوك خلال زمنين الأول الستينات إلى الثمانينات حيث النقاء والبساطة والنية الصافية والعفوية والتلاحم والتكاتف والأخوة بين كل الأديان والوفاء والإخلاص والتضحية رغم بساطة البيوت الطينية أما الثاني زمن التسعينات إلى الآن تغيرت النفوس مثلما تغير العمران وأصبحت هناك عمارات عالية وشوارع واسعة ومناطق جديدة قصور على الجبال والتلال وغنى فاحش ورفاهية بلا حدود ما اقصده هذا غرس التفرقة بين الناس مما يؤدي إلى الشعور بالنقص والحرمان والذلة والمهانة وأصبح السيد الذي يحكم بين الناس هو " المال " فالفقير يبقى فقيرا والغني يبقى غنياً وينتشر الفساد والجهل واستغلال المنصب وتعم البطالة والفوضى حتى لو لم تكن ظاهرية وتنعدم المشاعر والتواصل الاجتماعي ولا تلتقي إلا من خلال المصالح والمنفعة الشخصية ويتدنى التعليم والأخلاق ،يجب أن يكون هناك عدل اجتماعي ووعي ثقافي وقانون لا يفرق بين غني وفقير . كيف سنبني بلدا ومجتمعا أساسه وتفكيره ومعظم حياته مكرسة للمال ،الصين بنت أعظم سور لحماية الصين ولكن بعد مائة سنة من بناء السور تعرضت للهجوم ثلاث مرات ولم يحتاج العدو عناء تسلق السور العظيم لأنهم تمكنوا من دفع رشوة للحارس ويدخلوا من باب السور فالصينيون انشغلوا ببناء السور ونسوا بناء الحارس فبناء البشر أفضل من بناء الحجر ، وهناك مقولة تقول إذا أردت أن تهدم حضارة هناك ثلاث وسائل ( هدم الأسرة ،هدم التعليم ،إسقاط القدوة ) إنهاء دور الأم ، قلل من مكانة المعلم لكي يحتقره طلابه ، إهمال العلماء والأدباء والمفكرين والطعن فيهم وقلل من شأنهم حتى لا يسمع ولا يقتدي بهم أي بشر، كيف نبني حضارة إنسانية راقية في ظل هذه المعاناة ..؟.

*هناك شح للأقلام النسائية الكردية برأيك لماذا مغيبة عن الساحة الأدبية ؟ 
- رغم الحرية وحقوق الإنسان والمرأة والقوانين التي أعطت حرية المرأة وصون كيانها وكرامتها إلا أن كل هذا حبر على الورق فما زالت القوانين القبلية والعشائرية سيفها معلق على جدران المرأة وما زالت هواجس الخوف والقلق والرعب لا تفارق المرأة فالجاهلية العصرية قائمة وهناك اكبر من فرعون وأشد وطأة من نمرود ورغم هذا المرأة الكوردية اقتحمت الكثير من المناصب الإدارية والوزارية والأدبية والإعلامية وفتحت لها أبواب كثيرة بعد هجرتها ولجوئها إلى دول أوربية أدبيا وفنيا مثل الفنانة التشكيلية جانيت المرادي ونجاح هوفك وسيدرا كوجر وغيرهن. فالمرأة الكوردية قوية ذو إرادة وعنفوان شاركت أخيها في حمل السلاح ضمن البيشمركة للدفاع عن الوطن في أشد الأزمات وفي نفس الوقت منهن حملن القلم في الكتابة والصوت في الإعلام. ولكن ما زالت أفكارها على خطى الخوف من كل شيء .

* حضرتك عملت في الحقل الإعلامي في القسم الثقافي الكردي هل استطعت إيصال صوت الكرد عبر ما كتبته ؟ 
في التسعينات دخلت في مجال الإعلام والنشر في صحيفة باشكو العراق وهذه الفترة مهمة جدا صقلت الكثير من التجارب حيث كنت قريبا من الأدباء الكورد ونشرت الكثير من المقالات النقدية عنهم وقد كتبت  لأكثر من 200 أديب بعض من المقالات ضم في كتابين الأول " عيون من الأدب الكردي المعاصر – عام 2000 م " والثاني " نوارس الوفاء – 2002 م " طبعتهما دار الثقافة والنشر الكوردية في بغداد وهناك عدة  مجاميع نقدية عن الأدباء الكورد ومنها كتاب " الاقتراب والاغتراب " وكتاب " عيون من الأدب الكلاسيكي الكوردي " وكتاب " المرأة الكوردية بين الأدب والفن التشكيلي " وغيرها 

* هناك من غنى قصائد عصمت دوسكي هل أحببت تلك الخطوة وهل تكتب الشعر الغنائي ؟ 
عام 2014 م اختارت الفنانة المغربية الكبيرة " سلوى الشودري " إحدى قصائدي " أحلام حيارى " وبين مناقشات وتبادل الآراء صدرت الأغنية عام 2016 م وكانت خطوة ناجحة وتجربة غنية بالإنسانية وأرجو أن تتجدد مرة أخرى، اعتقد معظم قصائدي مغناة ولكن لا أجد من يوصلها لأصحاب الشأن من المطربين رغم محاولات بسيطة .

* ما رأيك بالساحة الأدبية اليوم وخصوصا كثرة الشعراء والشواعر ؟ 
- الساحة الأدبية خالية من الأدباء والمفكرين إلا ما ندر رغم كثرتهم أما بسبب الاعتكاف وعدم الظهور لعدم رضاهم بالساحة الأدبية ومن فيها ،أو عدم التمكن من الظهور الحقيقي بسبب المصالح والأنانية والمحسوبية .

*هناك العديد من الكتاب كتبوا نقد في كتابات عصمت دوسكي هل يزعجك النقد وهل فعلا هناك نقد بناء ينصف الشاعر أو الكاتب ؟ 
- النقد البناء مفيد جدا للشاعر واختلاف الآراء يجدد نشاط الإبداع ويمد الروح بأفكار جديدة ناضجة ومؤثرة وقد كتب عن قصائدي دراسة  فكرية الأديب أحمد لفتة علي وصدر في كتاب " القلم وبناء فكر الإنسان " أما النقد فقط للتجريح وعدم تقبل الآخر والحقد والكره فهذا لا يسمى نقداً بل جهلاً وضعفاً .

* حدثنا عن إنجازاتك وهل من جديد ؟ 
- صدرت لي ثمانية كتب نقدية وشعرية : " -  مجموعة شعرية بعنوان ( وستبقى العيون تسافر ) عام 1989 بغداد .
-  ديوان شعر بعنوان ( بحر الغربة ) بإشراف الأستاذة المغربية وفاء المرابط عام 1999 في المغرب، طنجة ، .
- (عيون من الأدب الكردي المعاصر) ،مقالات أدبية،عن دار الثقافة والنشر الكردية عام 2000م  بغداد .
- ( نوارس الوفاء ) مقالات أدبية عن روائع الأدب الكردي المعاصر – دار الثقافة والنشر الكردية عام 2002 م .
- ( حياة في عيون مغتربة ) شعر بإشراف الأستاذة التونسية هندة العكرمي  – 2017 م بغداد .
-  رواية " الإرهاب ودمار الحدباء " مطبعة  دهوك ، بإشراف الأستاذ  الباحث  علي سنجاري ، 2017 م .
- كتاب عن ديوان الشاعر إبراهيم يلدا  " الرؤيا الإبراهيمية بين الموت والميلاد " صدر في أمريكا وفي مدينة Des Plaines دسبلين ،،، الينوي،،،، ,في مؤسسة Press Teck .. بريس تيك ... 2018 .
- كتاب عن الأديب  بدل رفو  " سندباد القصيدة الكوردية في المهجر ، بدل رفو " طبع في سوريا  2018 م 
 في جعبتي الأدبية الكثير من النتاجات التي لم ترى النور ومنها : - اغتراب واقتراب – عن الأدب الكردي المعاصر .
-   فرحة السلام – عن الشعر الكلاسيكي الكردي .
-   المرأة الكوردية بين الأدب والفن التشكيلي .
-• إيقاعات وألوان – عن الأدب المغربي .
-  جزيرة العشق – عن الشعر النمساوي .
•  جمال الرؤيا – عن الشعر النمساوي .
•  كتب شعرية  :
•  أجمل النساء- حورية البحر– أحلام حيارى
•  وكتب ومجموعات شعرية تحتاج إلى المؤسسات الثقافية  ومن يهتم بالأدب والشعر لترى هذه الكتب النور  .

* كلمة أخيرة تختم بها الحوار ؟
- شكرا جزيلا لك ولهذه الفسحة من الأمل والبوح وأرجو أن يكون القادم أفضل .