عواطف الثنيان: السلام والتسامح الحل الوحيد لكل ما نعيشه 

الخميس, أبريل 16, 2020 - 06
شخصيات

نسرين حلس

رئيس التحرير

من أوكلاهوما……..…….لم يعد السلام مطلبا فرديا، بل تعداه ليصبح مطلبا شعبيا عالميا يسعى ه الجميع وبكل الطرق. ولكن قد تكون تلك هي المرة الأولى التي تتقدم فيها امرأة عربية خليجية لحمل راية السلام ومطالبة بإحلال التسامح والسلام بين الشعوب بدون تدخل يد السياسة.شخصية اليوم هي شخصية عربية سعودية حملت على عاتقها هموم المرأة العربية قضاياها ولها عدة إنجازات في عالم الصحافة والعلوم الإنسانيه . كما ساهمت في تمكين المرأة العربية وتفعيل دورها في المجتمع، وكان أخرها تعينها ممثلة لهيئة المرأة العالمية للتنمية والسلام بالشرق الأوسط وعضو مجلس أمناء بالإتحاد الدولى للإعلام الجديد في أمريكا إنها الناشطة عواطف الثنينان 

نعمل على بناء جسور التواصل والتعاون بين المرأة العربية والمرأة في الغرب

 

- قد تكون هي المرة الأولى التي يسمع بها البعض عن هيئة المرأة العالمية للتنمية والسلام في الشرق الأوسط فهل لكي أن تحدثينا عنها, وما دورها التي تقوم به لخدمة المرأة حول العالم ؟

نحن نتحرك في هيئة المرأة العالمية للتنمية والسلام بالشرق الأوسط – بالاتحاد الدولي للإعلام الجديد بأوهايو الأمريكية , ,في إطار جدى لتوسيع أعمالنا ونضاعف قدراتنا المهنية لنستطيع أن نخدم المرأة بصفة عامة حول العالم ودمجها في مختلف المجالات وتوسيع نطاق مشاركتها ومبادراتها في المجالات الحياتية المختلفة, وبلورة السياسات الحكومية وفق التشريعات والأنظمة الدولية المتعلقة بالمرأة والطفولة بالإضافة إلى تحليل التحولات الظواهر الاجتماعية المتعلقة بالمرأة والتعامل معها بإحترافية عالية وتقييم انعكاساتها على واقع ومستقبل المرأة والطفولة والأسرة, وتقوم بإعداد الدراسات والأبحاث المتخصصة ذات المصداقية العالية حول أوضاع المرأة في العالم العربي والأجنبي وذلك في نطاق مساعدة صناع القرار في الحصول على المعلومات من مصدرها وكذلك تجذير مبادئ تكافئ الفرص بين الجنسين. وتعمل الهيئة بمد جسور من التواصل والتعاون بين المرأة العربية والمرأة في الغرب للبحث المتبادل لخدمة قضايا المرأة والطفولة وفي الفترة الاخيرة لمسنا تعاطف وتجاوب كبيرين من كلا الجانبين ولا اختلاف في ان المرأة أساس نهضة ونمو المجتمع.

كرئيسة لهيئة المرأة العالمية للتنمية والسلام في الشرق الأوسط هل لك ان تحدثينا عن المهام الموكلة لك؟

بوصفي رئيسة فإن هذه العبارة تثير الحماسة والرعب في آن واحد , وفي نفس الوقت تبكيني وتضحكني , أعيش كل الأدوار والمراحل لكل النساء حول العالم ,حماسي ليس للمنصب كرئيسة وانما لأتمكن من خدمة بنات جنسي بكوني أعلم معاناتهن وما يثير الرعب كوني لا أجاري النزاعات والحروب وما خلفته من كوارث ودمار للبشرية , وما يبكيني ويضحكني عجزي أمام نظرات الألم والفقر والجوع واليتم والتشرد .. مهامي متعددة وهي ليست بجديدة ..المشاركة بوضع الخطط الاستراتيجية ومتابعة تنفيذها والاشراف على أقسام الهيئة وفتح قنوات الهيئة وتغذيتها بالدراسات والأبحاث المتعلقة بقضايا المرأة , والاطلاع على تقارير دورية تخص أوضاع المرأة في العالم فلا يمكن صنع قرارات مالم تنظر إلى الخارطة , فأنا امرأة تعمل بروح الفريق وأفكر باثني عشر عقل ,وهذه العقول عبارة عن سيدات من ذوي الخبرة والكفاءة في شتي المجالات 

يعرف إنك الآن تقودين حملة عالمية سلمية للسلام والتسامح بين الشعوب فما علاقة ذلك بهيئة المرأة العالمية للتنمية والسلام؟

لابد أن تنسجم رؤية هيئة المرأة العالمية مع الأهداف التي تبني على أساسها مشاريعها ومبادراتها وبرامجها لتحقيق رسالتها , التي ترمي إلى توحيد جهود مبادرات التسامح والسلام في العالم وتمكين القيادات النسائية باعتبارها شريكا فاعلا في التنمية الشاملة والمستدامة , لذلك فإن الهيئة لها علاقة بالسلام اسما رسما . كما أن الحملة إنسانية وشرعية عادلة ومتوازنة , ولا تخدم أجندة أو مصالح سياسية والوعي للمشكلة ليس مخطط سياسة , ومن هنا ادعو إلى سياسة مرنة فاعلة وطرية لتعزيز قيم السماحة والاحترام

 لماذا اخترت السودان لإطلاق الحملة، وهل كان ذلك من باب الصدفة؟ 

إطلاق حملة السلام والتسامح بين شعوب العالم لم يكن عشوائيا أو صدفة والله سبحانه رب الصدف , ولكنما كانت بعد أن شاهدت ووقفت بنفسي شخصيا على أوضاع المرأة والطفولة أو المجتمع السوداني عن قرب وكانت زيارتي للسودان استجابة لدعوة تلقيتها من مركز المستشار لدراسات السلام وحقوق الإنسان وقابلت العديد من المسؤولين في عدة منظمات وجهات تهتم بالمرأة والطفولة وبناء السلام وحقوق الانسان , وكذلك قمت بزيارة وزير الثقافة بالسودان , واتحاد عام المرأة السودانية وجمعية حواء ,ووزير الشباب سابقا , ووجدت المرأة السودانية مثال يحتذى به في العطاء , ومكافحة وصبورة تعمل بشجاعة للمشاركة في تنمية وطنها , حينها بكيت كثرا من الأوضاع الإنسانية المتدهورة بالسودان , فعزمت على اطلاق الحملة في السودان واستغليت فرصة وجودي بها وأسرعت في الشروع عنها بدون تردد 

 

-كإمراه سعودية تقود حملة عالمية للسلام والتسامح بين الشعوب ألم يكن من الأجدر إطلاقها من السعودية المعروفة بمكانتها الدينية والسياسية في العالم العربي ، ألن يكون ذلك أقوى ؟ 

 

المبادرة فكرتها سعودية وتبلورت بالسعودية وتم إطلاقها في سفارة السعودية بالخرطوم في دولة السودان التي رحبت كثيرا بالحملة, ولم أبدأ من الصفر وإنما كان دوري مكملا لما نهض به الكثيرين سواء بالسعودية أو خارجها.

-هذا يجعلنا نطرح سؤال حول دور وتأثير المملكة العربية السعودية في بناء السلام ؟

برز دور المملكة لبناء السلام إقليميا وعالميا منذ توقيع معاهدة مكافحة الارهاب الدولي عام 2000م وواصلت مسيرتها بمكافحة الارهاب بكافة اشكاله وأساليبه من خلال عدة مراكز متخصصة بمكافحة الارهاب وكان من اقدمها " المناصحة " ثم ما اعلنت عن مركز الحرب الفكرية وفي عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ,أطلق رؤية 2030 وبرنامج التحول الوطني 2020 , وعمل بتشكيل التحالف العربي الإسلامي لمحاربة الإرهاب بالإضافة لإنشاء المركز الدولي لمكافحة الإرهاب تحت مظلة الأمم المتحدة وتبرعت له بمئة وعشرة ملايين دولار , ومركز اعتدال وإنشاء مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية ليكون مختصا ومعنيا بتقديم الدعم والمساعدة على المستوى العربي والإسلامي لضحايا الكوارث والصراعات بما يساهم فى تخفيف الآثار السلبية التي يتعرضون لها وأضف إلى ذلك مركز الأمير خالد الفيصل للإعتدال بجامعة الملك عبدالعزيز

-وعودة إلى الحملة ما أهميتها وإلى ما تهدف في وقتنا الحالي ؟

تبرز الحملة أهميتها بكونها تسعي لترسيخ ثقافة السلام والتسامح في المجتمعات الدولية المتعددة الثقافات ودمج السلام والمحبة ضمن قافلة متنقلة من الملتقيات والورش التدريبية والمحاضرات والندوات والمعارض في مختلف الدولي العربية والعالم . والمبادرة تهدف إلى مواجهة التحديات التي تعانيها المرأة العربية والمساعدة في رسم السياسات التي تساهم في توفير الظروف والخدمات التنموية , وكذلك استنهاض الإحساس بالمسؤولية تجاه قضايا المرأة لتحقيق مكتسبات وطنية وإنسانية شاملة 

هل من ممول لتلك الحملة ؟ وما العقبات التي واجهتكم ؟

الهيئة صرح نقابي مهني غير ربحي, انشأه الاتحاد الدولي للإعلام الجديد بأوهايو الأمريكية , ولا يوجد بالهيئة دعم مادي ولا ممول ولكنهما تنمو ذاتيا على قدر إيمان المرأة بقضيتها ومدى اهتمام الدول المستضيفة بتحسين أوضاع المرأة وحقها في العيش الكريم والعادل بدون تمييز كما أراد الله سبحانه وتعالي

-هل فعلا المرأة العربية قادرة على خلق هكذا تضامن ووعي بين الناس، هل لديها ذلك الحس وتلك الملكة والقوة في شخصيتها كي تقود حملة شعبيه وهي التي ما زالت تناضل للوصول لحقوقها إسوة بالرجل، قد تجابه بالرفض أو الاستهجان حتى اليوم في بعض المجتمعات ؟

المرأة بالتأكيد لديها القوة ولا تنقصها الخبرات للتضامن أو تقود الحملة , واذا رجعنا التاريخ لوجدنا نماذج مشرفة للمرأة العربية... فالمرأة تعمل ضمن رؤية استراتيجية للمستقبل باستثمارها السلام والتسامح بدء من أسرتها ووطنها وكسفيرة له بالخارج , ودورها لا أن يجري التعامل لحل ازمات التي صنعتها الدول الغربية بأيديها ولم نصنعه نحن ...فما هي التعويضات عن الأضرار التي لحقت بالمرأة والطفولة والمجتمعات العربية المتضررة بفعل أزمة الناتجة من فشل سياستهم.

-هل من الممكن فعلا خلق تسامح وسلام بين الشعوب وهناك حروب في هذا العالم؟ 

نعم ممكن ذلك , وما نمر به من حروب في هذا العالم إنما ناجم من تغييرات كارثية وتلك التغيرات ما هي إلا نتاج ثقافة هزيلة تستشري فيها ثقافة القتل والتعصب والتكفير , أبعدت الدول العربية عن الاعتدال والوسطية والتسامح الذى عرفت به منذ سنوات طويلة لذلك لابد من مواجهة التحولات الاجتماعية والثقافية والإنسانية والاقتصادية والإعلامية والسياسية جميعها مع بعضها تفاعلت مع المتغيرات المتسارعة والمتفاعلة نتيجة العولمة والأنترنت والانفجار العلمي والتكنولوجي , مما يستدعي منا تظافر الجهود لبناء منظومة بناء ثقافة السلام والتسامح والتعايش بين شعوب العالم 

-ما هو مفتاح السلام والتسامح ؟

الاحترام هو مفتاح التسامح , فالتَّسامح هو نوعٌ من القدرات التي تُحتِّم على الإنسان العيش مع المتغيِّرات، والتصرُّف السويّ مع كافَّة الاختلافات والتداخلات مع تعميم ثقافة احترام تلك الاختلافات، ممّا يُنتج بيئةً تكامُليَّة من التعاملات . ولا يتحقق السلام إلا بالسماحة والمحبة والتعايش , والتسامح معنًى أخلاقي شرَعه الإسلام وحث عليه ؛ فهو من أعظم قِيَم التعايش؛ فمبدأ التسامح يؤصل المحبة والمودة والتواصل الدائم، ويساعد على التكاتف والتكافل بين المجتمع، ويزيل البغض والقسوة من النفوس ويدعو إلى نبذ التعصب والعنف والكراهية التي تبث الشحناء والعداوة وتغتال التواصل والألفة والمحبَّة . لذلك لا بديل عن السلام والتسامح لأنه كلما زاد العنف والنزاع داخل المجتمع أدًى إلى إضعاف شبكة العلاقات القائمة بين فئات المجتمع وأطيافه والعكس من ذلك كلما زاد الانسجام والتعاون بين أطياف المجتمع قوي النسيج الاجتماعي والسلمي .

-ما هي الأسس التي تم بناء الحملة عليها أستاذة عواطف الثنيان ؟

أبرز الأسس التي تم بناء الحملة عليها تتمثل في وضوح الرؤية والرسالة المنسجمة مع التوجهات الوطنية , وتبني نهج الوسطية والاعتدال والتسامح في صياغة برامج واستراتيجيات إعلامية تربوية وفق منهج سليم ومتوازن ومراعاة الفئات العمرية واختلاف المستوى الثقافي للأفراد , وكلك مراعاة مكونات المجتمع العربي والعرقي والديني , ومدى انسجام الخطاب الاعلامي العربي وبرامجه وفق سياسة وطنية عليا , وذلك من خلال الوعي بحدود المسئولية سواء من قبل الصحافيين أم المؤسسات الاعلامية باختلافها ( المقروء والمرئي والمسموع) وعدم إثارة القضايا والموضوعات ذات الترويج الإعلامي التي تفتك بالمجتمعات ,والتركز على الرقابة الذاتية وإحترام العمل المهني الإعلامي .

-ما المطلوب لكي نقول أن الحملة حققت أهدافها ونجحت؟

الحملة فعلا حققت أهدافها بكونها مطلب جماهيري عالمي وكل ما تريده المرأة حول العالم السلام , وبإذن الله تعالي سوف يتحقق بإرادتنا وقناعتنا ومما يؤكد نجاحها ونحن لازلنا في البداية ومع ذلك لفتت الحملة اهتمام غالبية الصحف إقليميا ودوليا وتلقينا العديد من العروض والمبادرات والأفكار وكانت فرصة لتبادل الآراء وإقامة جسور من المعرفة بحيث يمكن خلالها بحث قضايا الرأي العام بما يتوافر الاستقرار والأمن من منطلقات شرعية وقانونية 

 

 

-هل الحملة مقتصرة على فئات ووجهات معينة أم أن التضامن مفتوح للجميع؟

الحملة غير مقتصرة على فئات أو جهات معينة والتضامن مفتوح للجميع للانضمام لقافلة حملة السلام والتسامح بين شعوب العالم والاستفادة من برامجها التوعوية والثقافية , تجوب مختلف أقطار العالم ويشارك فيها متخصصين في الإعلام وعلم النفس والاجتماع ومكافحة الجريمة والأمن والكتاب والمثقفين ورجال الدين وغيرهم .

-كيف وجدتي تفاعل وردود فعل المجتمع العربي والدولي حول الحملة ؟

التفاعل ولله الحمد جميل وتوجه النسق الاجتماعي إلى استعادة حالته السابقة القائمة على حالة من التوافق بين القوى الاجتماعية التي تمثل أجهزة الدولة بكافة مؤسساتها الدينية والمدنية , فالسلام مفهوم عميق لابد من تعلمه وتطبيقه لكونه يتداخل مع جذور تشكيل الأخلاق داخل الإنسان منذ طفولته ذلك التشكيل تدعمه الممارسات اليومية في الأسرة والمدرسة والمجتمع من جانب ومن جانب آخر بدأت ثقافة القطيع وانجراف العمى وثقافة التعصب والانغلاق تتقلص تدريجيا وكذلك الازدواجية بين كل ما هم محرم أو محظور 

-كمتأمل وباني لهذه الحملة في اعتقادك ما هي العقبات التي من الممكن أن تقف حائلا أمام نجاحها ؟

أري بأن اشكالية وعقبات الحملة ربما تتمثل في صعوبة السيطرة على وسائل الإعلام لانتشار عددها الهائل واعتمادها على بعض في نشر الاخبار والمعلومات وتعدد مرجعياتها السياسية والايدلوجية , وتضاعف حجم القضايا العربية الشائكة , وكذلك ضعف برامج بناء السلام التي تبث انتماءاتها باتجاهات مختلفة في فضاء واحد , والشائعات التي يتم تداولها في مواقع التواصل الاجتماعي 

-ما طموحاتك المستقبلية ؟

أطمح بنشر قيمة التسامح وأن تحقق الحملة أهدافها ويصبح التسامح كسلوك أخلاقي ضمن صفات أفراد المجتمع . ولدينا سنتين للاستمرار قدما في الحملة وقريبا سوف يتم عقد عدة ملتقيات ومؤتمرات وورش عمل ومعارض في الامارات العربية المتحدة، المملكة المغربية، السعودية، الكويت، مصر، تونس، الأردن، بروكسل، أمريكا، بريطانيا وغيرهم