فلسطين الحكاية ( 8 )...دخول الإسلام

الكاتب: 

إسراء علي البهنساوي

كاتبة صحفية
الثلاثاء, يوليو 27, 2021 - 22

التقى المعلم زياد كعادته مع طلابه الصغار ولكن تلك المرة قبيلة شهر رمضان الكريم والذي صادف سرد المعلم لدخول الإسلام لفلسطين ...

أتعلمون صغاري أن شهر رمضان الكريم سيبدأ غدا ...وفي تلك الفترة سنورد قصتنا بقصص صغيرة عن فلسطين المسلمة فبداية...

- الإسلام:

حين جاء الإسلام كانت فلسطين تحت حكم الإمبراطورية البيزنطية، وتطلع المسلمون إليها لعدة أسباب منها قربها من الجزيرة وكذلك قداسة أراضيها باعتبارها مسرى نبيهم وكذلك ما حوته من مقدسات أخرى للديانات المختلفة، وكونها أولى القبلتين.

قبل وفاة الرسول عليه السلام جهز جيشاً بقيادة أسامة بن زيد وأمره أن يوطئ الخيل البلقاء والداروم في فلسطين، فأكمل أبو بكر النهج، فاختار عمرو بن العاص لفتح فلسطين وتحريرها، فالتقى المسلمون بقيادة يزيد بن أبي سفيان بالروم في وادي عربة وذلك عام 634م، والروم يومئذ بقيادة سرجيوس بطريق فلسطين، ونجح المسلمون في دحر الروم لكنهم اضطروا للتراجع إلى غزة بعد موت الكثير منهم، واستطاع عمرو بن العاص هزيمة الروم في أجنادين بين الرملة وبيت جبرين، فاضطر الروم بقيادة الأرطبون للتراجع نحو بيت المقدس، أضف إلى ذلك ما حققه المسلمون من نصر في اليرموك مما أخضع الشام لهم.

ثبتت الجيوش الإسلامية في فلسطين وفتحت المدن تباعاً من بيسان إلى طبريا إلى بيت جبرين ونابلس واللد وغزة ورفح وعسقلان ويافا وعكا وعمواس.

 وتوالت هزائم الروم على يد المسلمين بعد أن أعملوا فيهم السيف في معظم بلاد الشام، ولما بلغ خبر الهزيمة رحل هرقل من أنطاقيه إلى القسطنطينية، وكانت وقعة اليرموك في شهر رجب من عام (15هـ/ أيلول/ سبتمبر 636م)، ويذكر أن عدد المسلمين كان لا يتجاوز ربع عدد الروم في تلك الواقعة،  ومع ذلك فقد كان لهم انتصار ساحق وكانت معركة اليرموك أخر المعارك الهامة في بلاد الشام ولم يبق بعدها في يد الروم بفلسطين من المواقع الهامة سوى بيت المقدس وقيسارية، وكان فتح بيت المقدس من أهم أهداف الدولة الإسلامية في ذاك الوقت، فعملت الجيوش الإسلامية على حصار القدس، فرفض أهل القدس أن يستسلموا لأبي عبيدة بن الجراح الذي كان على رأس الجيوش الإسلامية آنذاك وطلبوا أن يكون المتولي لعقد الصلح والفتح عمر بن الخطاب فكتب أبو عبيدة إلى عمر وتوجه عمر إلى بيت المقدس فاتحاً لها.

أثناء ذلك كان الخليفة أبو بكر قد توفي وتولي الخلافة بعده عمر بن الخطاب، وقام المسلمون بحصار بيت المقدس لمدة أربعة أشهر اشترط بعدها البطريق صفرونيوس أن يسلم المدينة لعمر بن الخطاب شخصياً، فقبل عمر وتسلم المدينة وكتب لأهلها ما عرف بعد ذلك في التاريخ الإسلامي باسم "العهدة العمرية"، لينتشر الإسلام في فلسطين ويستقر العرب فيها، وخصوصاً بعد اتخاذ مراكز للجند في طبريا واللد مما زاد من موجات الهجرة إلى فلسطين، كما وضعت حاميات في قيسارية وعسقلان ومنحت الأراضي لتوطينها في عهد عمر وعثمان.

استمر الاهتمام بفلسطين في العصور اللاحقة فبنيت مدينة الرملة وأعيد أعمار المسجد الأقصى في عهد الأمويين، وشجع الخلفاء الهجرة إلى فلسطين وفق متطلبات الجهاد، فهاجرت القبائل على أسس عسكرية واقتصادية، ومنحت الأراضي وأقطعت القطائع، وكان عثمان بن عفان قد سن سنة تقضي بأحقية المهاجرين إلى فلسطين بامتلاك المناطق النائية غير المأهولة والتي لاحق لأحد فيها.