مستقبل فاخر في انتظار جناح رجال الأعمال على الطائرات

الأربعاء, أكتوبر 13, 2021 - 17
مختارات

نادين الفيومي

مراسلة صحفية

أثرّت جائحة فيروس كورونا في حركة الملاحة الجوية العالمية، فكان لانخفاض عدد الرحلات تداعيات على مستقبل الطائرات القديمة التي بلغت على الأرجح سنّ التقاعد، حتى أنّ مقاعد الدرجة الأولى، ستصبح جزءًا من الماضي.
ويجري العمل حاليًا، على تحديث تجربة الطيران من خلال استبدال الأسطول القديم بجيل جديد من مقصورات الأجنحة الخاصة الصغيرة لدرجة رجال الأعمال الممتازة. وتتميّز هذه المقاعد بأنها أكثر اتساعًا من درجة رجال الأعمال العادية، وأكثر خصوصية بسبب تزويدها بباب يسمح للمسافر التمتع بمساحته الخاصة، من دون مبالغة في الرفاهية الكبيرة التي يختبرها روّاد الدرجة الأولى.

وفي الجوهر، ستتمدّد المقاعد المريحة جدًا حتى تُصبح أشبه بسرير، مع تحسين في مستوى الخدمة، لا سيما من خلال باب الخصوصية الذي يُفتح ويُغلق، بهدف أن يشعر المسافر بأنه داخل جناحه الخاص الصغير.

وفيما يخصّ هذا التصوّر المستقبلي، قال المدير الإداري دانيال بارون من شركة «Lift Aero Design»، ومقرها طوكيو: «إنّ التطور السريع في تصميم الجناح الخاص الصغير، يبيّن حجم الجهد الذي تقدّمه شركات الطيران لتوفير خدمة نوم أفضل، مرفقة بتعزيز الخصوصية، واستحداث مساحة أكبر للعمل».

وسلّط بارون الضوء على أن هذه الأجنحة الخاصة الصغيرة لدرجة رجال الأعمال «تهمّ شركات الطيران التي تُدرك أن رفع المستوى يرتبط مباشرة بزيادة الإيرادات، أو ولاء المسافرين، أو الاثنين معًا. حتى لو أن استجابة المنافسين في هذا القطاع تظهر بتقديم تصاميم مشابهة، فإن السوق سيختبر ميزة تنافسية لعامين تقريبًا، بسبب الوقت الذي يحتاجه من أجل التطوير والتنفيذ».

ومن المؤكد، أن لا شيء يضاهي التمتع برفاهية الخصوصية في الجو، والقدرة على عزل نفسك عن باقي المقصورة والعالم.

وأوّل من قدّم هذه الخصوصية هي طائرات «إيرباص A380s»، على متن الخطوط الجوية السنغافورية، والتي بقيت مرادفة للفخامة على مدى سنوات، وهي بالتأكيد تعمل على الجيل الثاني من هذه المقصورات على متن طائرات A380 التي تم تجديدها.

وقد ركبت موجة «خدمة الخصوصية» هذه شركاتُ طيران عديدة أضافت باب الخصوصية على مقاعد مقصورة الدرجة الأولى. وقد بقيت هذه الفكرة حكرًا على الدرجة الأولى.

وأضافت شركات طيران أخرى، منتجات من الدرجة الأولى مع أبواب لإنشاء أجنحة، ولكن الفكرة كانت مخصصة للدرجة الأولى.

وقال دانيال بارون: «تبقى مقاعد الطائرات العقدة الكبرى بين التحديات الأخرى التي ينطوي عليها تصميم الطائرة، مثل الهندسة، وبيئة العمل، والجماليات، والتحكم في الوزن، والتحكم في التكاليف، وإدارة سلسلة الموارد، وغيرها»، موضحًا أنّه «يتم تخصيص قدر هائل من الوقت والجهد لتنفيذ ذلك ضمن سياق حاجة السوق المتغيرة باستمرار».

وتتمتع درجة رجال الأعمال العصرية الجيدة، بسرير مسطح بالكامل، ووصول مباشر لكل راكب إلى الممر بفضل التصميم المتدرّج للمقاعد، بالإضافة إلى تقنية الشحن اللاسلكي، ومساحة لشاشات الترفيه الضخمة على متن الطائرة، وسعة أفلام كبيرة، وخيارات تخزين متعددة، بالإضافة إلى مساحة للعمل وتناول الطعام. إلا أن الفارق الجوهري هو الباب الذي ما إن ينزلق بهدوء يستكين المسافر إلى شرنقته مبتعدًا عن المقصورة.