التقوقع ......!!!

مقالات عامة
الكاتب محسن الحاتمي يكتب : التقوقع ......!!!
الكاتب: 

الكاتب محسن الحاتمي

كاتب حر - سلطنة عمان
الأحد, يوليو 30, 2023 - 07

البعض يفسره بعدم وجود طاقة كامنة محفزة تقوده وتجذبه للعالم الخارجي أو بمثابة أمر مسلم به إستسلام لأمر الذات لتعلن إنكسارها وإنكفائها كفيلة بأن تبقى حبيسة المنزل غير طليقة لتعلن تحريرها من تلك القيود أما أن يعود لعيوب خلقية أو أنماط سلوكية سلبية ولعدة أسباب متعددة كالأزمات و الإحباطات. عندما ينعدم التفاعل وتنتهي بك المحصلة النهائية إلى الإنزواء بلا أخذ وعطاء، وتفتقر هنا الروح من الإجتماع في خضم الحياة محصورة في مخاطبة الذات قد تتعب وتمل في التأمل في مكنونات النفس.
أصبحت العناصر من حولها كالفضاءات المتناهية متشابهة النفاذية ومتنافرة الأقطاب والمحيطات تأطرت بغلاف يأبى الإختراق والإقتحام ليجد ثمة ثغرة به للبوح مع بني جنسه من البشر لشق قناة للتعارف والتآلف لكن النفس سرعان ما تضمحل وتنكمش لتعود للتتقلص باحثة عن منبعا لترتوي من ضمأ البعد والجفاف الإجتماعي لعل هذا الإختيار قد يشفع لها إعتكافا مع الروح لتستريح برهة من ذلك الحراك النشط مع الناس وحتى لا أجده مناسباً أحياناً هذا التداخل والإختلاط مع الناس أصطنعت مع نفسي أجسادا تمثل مجتمعي الجماد بلا نفسا ولا هواء ليضيف لي معنى جميلاً صافيا خالياً من أن أغتاب أو أعاب، مما يجعل محاورة الذات كالآلة الصغيرة متوسطة محرك كبير خارجي قد تكون وظائفها محدودة شبه فاعلة أو متعطلة نهائياً، وقد كثرة أعطالها وإستهلاكها اليومي المتكرر غير المجدي من إنتاجها الضئيل جداً .
قد لا يمثل تمركز الذات وتمحورها حول نفسها بدون عمل أي إزاحات في جميع المحاور والإتجاهات الموجبة والسالبة نجاحاً دائما ثم لا تقوم بعمل أي منشطات محفزة مما يجعلها في خانة هزيمة الذات، وحتى التجنب مع صدف اللقاء أو حتى مع جميع لقاءات التجمع في المحيط الخارجي هروبا وتفاديا من الإلتزام والإرتباط الإجتماعي ظنا منها بإعادة إنعاش النشاط البدني الراكد يوما ما لزمت وفضلت البقاء في المنزل.
عند غياب الإرادة القوية مع إضافة جرعات هائلة مثبطة وغير محفزة لن يتم إنعاش الرغبة بالإختلاط بل إضافتها عوامل محبطة رهينة بتجميد وقتل جميع عوامل أحياء روح الإرادة.
بين الرغبة وكبح الإرادة لا تتولد طاقة إيجابية نحو إطلاق عنان الذات و إكسابها الثقة المطلقة فلا بد من توحيد كتلتي الرغبة والإرادة متساويتان متكافئتان في الإنطلاق نحو تحقيق أهداف الذات لتكون قد توفرت فيها جميع متطلبات أحياء الذات