قد غامَت الرؤيا قصيدة للشاعرة نهى عمر

الكاتب: 

نهى عمر

شاعرة- فلسطين
الخميس, يونيو 17, 2021 - 19

وأنا  المُهاجِرُ  في  المَواني  الغافِلة
جَلَدي  الحَقيبَةُ،  والمشاعرُ  ذاهِلَة

عَرَقُ المَوانِي  أنهُرٌ   من  جهدِنا
حَمَلَ  التَشَرُّدَ  مُستَباحاً  كاهِلَه

والخزنُ  في  عينيهِ  دمعٌ  حارِقٌ
خَمْرُ  الزمان ِ  لها  الخُدودُ   الناحِلَة

حَرفي  أَصيلُ  غَرابَتي  في  غابَةٍ
وَأنا  الغُروبُ  لها  الظُنونُ  الهائلة

فِكري  صَليلُ  الحقِ  أعمَقُ  أن  يُرى
وَرُؤوسُهم  في  كلِّ  صوبٍ  مائلَة

حَطّتْ  أصابِعَها  النَوائِبُ  وثّقَت
في  كلِّ  أحلامي  مَواطِنُ  آيِلَة

واستيقَظَ  الغَدرُ  اللَئيمُ  لَهيبُهُ
في  ثورةِ  الأحرارِ  دربٌ  قاتلَة

في  البيتِ  قد  نَخَرَ   التَسَوُّسُ   عطفَهُم
تِلكَ  المَجازِرُ   للنَواظٍرِ    ماثِلَة

تَنمو  المَواجِعُ  في  جُفونِ   إرادَتي
وَبِها  عيوني  نظرَةٌ   مُتَسائلَة

والأهلُ  والقومُ   النِيامُ   تَغافَلوا
فَتْكَ  الغَريبِ   بِها   القلوبُ   العاقِلَة

وتَآمَروا،  وتَصارَعوا،  وتَسابَقوا ..
بِرُكوعِهم .. أُمَمٌ   لَهُم   مُتَجاهِلة

وتَناثَرَ   الأثَرُ   الحَزينُ   عَجيبُهُ
تصبو  إليه  العائِداتُ ..  مُحاوِلَة ..

تَرميمَ   أطلالٍ   تُواظِبُ   صَبرَها
مِن   فَكِْرِ  أفعى   تُستَباحُ   القافِله

إذ   في  الخَلايا   سُمُّها   مُتَغَلغِلٌ
قد   غامَت   الرُؤيا ..  بَصائرُ   آفِلَة

لا   تَكتَفي  ربالسُمِّ   أفعى   كونِنا
في  كلِّ   رُكنٍ  ..   فِتنَةٌ   مُتَماثِلَة

أفراخُها  بالمالِ  تُفسِدُ   أُمَّةً
وتُضاجِعُ  المُغتالَ  تلكَ  السافِلَة

فَمَتى   يحيقُ   المَحلُ   بيتاً   مُترَفاً
جَلَبَ   الزِنا ..  جَعَلَ   القَداسَةَ   راحِلَة

يا  ذُلَّنا  ..  صُهيونُ   يَنصُبُ   عرشَهُ
في  عقرِ   عرشٍ   للرؤوس   القاحِلة

تَجهيلٌهُم   ساقَ  الأَوادِمَ   خلفَهُم
والظُلمُ   يُقرَأٌ   في   وجوهِ   السابِلَة

بٍدَمي   لَهيبٌ   حافِظٌ   طٌهرَ   الثَرى
والدربُ   َيمضي،   والخُطَى   مُتَثاقِلَة

يَحكي   الحَكيمُ   مُنَبِّهاً ..   لا   مَن   يَرى
تهوَى   الخُضوعُ    زَعامَةً   مُتَنازِلَة

مَجبولَةٌ   بالعارِ   حينَ   تَعَوَْذَتْ
دونَ  الإِلهِ ..   تَصَهَيَنَتْ   مُتَحامِلَة  ..

ضِدَّ  الوَرى ..   شَطَبَتْ   بِقَصدٍ   إرثَنا
آيُ   الكِتابِ  تُزيلُهُ   ذو   الفاعِلَة

وَسَبيلُنا   نحوَ   الخَلاصِ   مَوَدَّةٌ
وَحُروبُنا  الخَرقاءُ   دوماً  حائلَة

والشَعبُ   يَنمو   في   العَراءِ   مُغَيَْباً
فَقَدَ   السَبيلَ،   فَكيفَ   تنجو   الجاهِلَة  ..؟؟