ناجي العلي أيقونة الرسم الكاريكاتوري مبتدع « حنظلة »

ناجي العلي وحنظلة
الكاتب: 

نسرين حلس

رئيس التحرير
التاريخ: 
الاثنين, أكتوبر 26, 2020 - 08

لم يكن الكاتب والصحفي ناجي العلي إلا شخصا عاديا في ملامحه وربما طموحه لكنه كان مناضلا بطريقة مختلفة. يملك فكرا كبيرا وموهبة واسعة في عالم الكتابة التعبيريه والفن الكاريكاتوريي. من أهم الفنانين الفلسطينين الذين عملوا على ريادة التغيّر السياسي باستخدام الفن كأحد أساليب التكثيف. له أربعون ألف رسم كاريكاتوري. إستخدم موهبته الفنيه في ريادة التغيير السياسي. له أربعون ألف رسم كاريكاتوري، ليس من السهل أن يتميز به أحد من أبناء جيله ببساطة كان حالة " إستثنائية". 

لقد أستطاع دمج فكره بموهبته فأبدع، نتج عنها الكثير من الرسومات الكاريكاتورية المعبرة، اللاذعة ذات الوعي الرائد، ولكن بلغة راقية، وسلسلة من الرسومات ذات المغزى المشحون، بالكلمات الموجهة والموحية في الوقت ذاته. حيث كان يملك حسا سياسيا للنقاش والتعبير ما جعل لديه قدرة على الإستشعار بما قد يحدث في المستقبل السياسي من خلال قراءته للواقع والعمل السياسي الموجود على الأرض سواء في فلسطين العالم العربي والعالم كله. فاستطاعات أعمالة إستشراف الحاضر السياسي بعد عقود من رحيله.

ولقد ولد ناجي العلي قرية الشجرة، الواقعة بين مدينتي طبريا والناصرة الفلسطينيتين، في العام 1937،  وإسمه ناجي سليمان حسين العلي. حيث بقي في بلدته حتى بلغ 11 عاماً، عندما دمّرت إسرائيل بلدته في النكبة عام 1948، فهُجّر منها  وهو آبن الحادية عشر عاما وعائلته التي كانت تعمل بالزراعة باتجاه جنوب لبنان واستقر في مخيم عين الحلوة ، حيث استقر فيه،  ومن ثم بدأت حياته، فقد برزت موهبته الفنبة والصحفية داخل المخيم. تزوج من وداد صالح نصر، من بلدة صفورية الفلسطينية، وله منها أربعة أبناء، هم خالد وأسامة وليال وجودي.كان معاديا للاحتلال الإسرائيل وتم اعتقاله وهو في سن 
صغيرة. ومن ثم أيضا تم اعتقاله من قبل الجيش اللبناني، في السجن تعلم الرسم على الجدران. عمل في العديد من الصحف منها القبس الكويتيه والسفير اللبنانيه 

كان مناضلا ومقاوما بكتاباته الصحفية ورسوماته التي أزعجت الكثيرين. لم يقتصر هجومه وانتقاده لإسرائيل وأمريكا فقط لكنه انتقد العرب والفلسطينيين أيضا. حتى أن صحيفة نيويورك تايمز قالت عنه ذات يوما: "إذا أردت ان تعرف رأي العرب في أمريك.ا فانظر في رسوم ناجي العلي". أما الاتحاد العالمي لناشري الصحف قالوا: "إنه واحد من أعظم رسامي الكاريكاتير منذ نهاية القرن الثامن عشر".  في حين أن الأديب أحمد دحبور فقد اعتبره حالة إستثنائية في جيلة، « جيل الذبيحة » جيل ذبحت احلامه في عذابات النكبة، حيث تميزت رسوماته بالإنتقاد المشحون لكل ما يحدث المغلف لكنه يدق على الوتد معلنا رفضه وذلك لإيمانه العميق بثقافة المقاومة معتبنرا إياها أنها سلاحا أعمق وأقوى من الرصاص

هو من اخترع شخصية « حنظلة » التي استمدها من الواقع الذي كان يعيشه في مخيم عين الحلوه، واعتبره رمزا من رموز المقاومة والرفض، أمام كل محاولات طمس الهوية الفلسطينية. حيث كان « حنظلة » على الدوام يدير ظهره لكل ما يقود إلى التآمر على فلسطين وقد اعتبر الكثير من الشباب الفلسطيني بأن لوحات ورسومات ناجي العلي برغم موته ومرور السنين إلا أنها ما زالت تشكل رمزا للمقاومة الشعبيه الفلسطينية، ويعد علامة فارقة في التاريخ الفلسطيني فهو من أبرز المثقفين النقاد. معظم رسوماته كانت استشراف للمستقبل الفلسطيني. 

ويرى الكثير من الأدباء بأنه تنبأ بما سيحدث في المستقبل لفلسطين، ومن ثم ودفع ثمن نبوءاته من حياته حيث تم اغتياله في العام 1987 برصاصة من شخص مجهول فيما بعد تبين أنه الموساد الإسرائيلي. ولم يأتي لاحقا من يسد فراغه في هذا المضمار، الرسم الكاريكاتوري المبني على النقد الجرئ. ولكن بالرغم من مرور السنين إلا أن شخصية « حنظلة » بقيت ومازالت رمزا للشخصية الفلسطينية، فهي تجاوزت قضية محدودة الى دلالات انسانية أوسع. . ويعتبر كثير من الفنانين والكتاب من أصدقاء العلي وممن عرفوه عبر رسومه فقط أن شخصية حنظلة ستظل باقية رغم مرور السنين وتغير الاوضاع، يظل هناك للطفل الفلسطيني الذي يعطي ظهره للجمهور في رسوم العلي رافضا ومقاوما لكل ما يحدث.
.


Deprecated: Directive 'allow_url_include' is deprecated in Unknown on line 0