مجدى صادق عضو غرفة شركات السياحة : قطاع السياحة لم يجد من يحنو عليه

البيانات التى ألقاها وزير السياحة أمام مجلس النواب لا تمت للواقع بصلة
الأحد, فبراير 7, 2021 - 16
عامة

عفيفي عبد الحميد

المستشار الإعلامي لموقع المنصة بوست - مصر

 

مصر هى التاريخ و الحضارة و العلم . حضارتها حيرت علماء العالم أجمع منذ آلاف السنين و حتى الأن . نعم حضارة مصر عجز علماء اليوم فى ظل التقدم و التكنولوجيا الموجودة حاليا الوصول إليها و لا عجب فى ذلك فهم أجدادنا القدماء الفراعنة الذين علموا العالم كله و لا عجب فى ذلك فهم من بنوا الأهرام بفن و هندسة عجز عن اكتشافها العلم الحديث . و لا عجب عندما نجد الموميات المحنطة منذ آلف السنين دون الوقوف من علماء اليوم عن اكتشاف هذا الفن . حضارتها ممتدة منذ آلاف السنين و تاريخها يضرب بجذوه فى جوف الأرض و علماؤها علموا العالم كله . ها هى مصر الباهرة الساحرة . و بما أن مصر هى بلد التاريخ و الآثار و الحضارة و هى الكنز الذى يحتوى على ثلث آثار العالم . فكان من الواجب علينا إلقاء الضوء على تاريخ أجدادنا و ما يعترى هذا القطاع العظيم من مشاكل ربما يجد طريقا للحل و لكى نقف على ذلك كله فكان لابد من محاورة أحد خبراء السياحة الذى يشغل نفسه دائما بهموم القطاع السياحى فى مصر .
مع الأستاذ مجدى صادق عضو غرفة شركات السياحة و عضو مجلس إدارة الشعبة العامة للمستثمرين .  

- استاذ مجدى عرفنا بنفسك ؟
أنا مجدي صادق عضو غرفة شركات السياحة و عضو مجلس إدارة الشعبة العامة للمستثمرون و أعمل بالسياحة منذ عام ١٩٨٢

- بما أن سيادتكم عضو فى غرف السياحة ماذا ترى حال السياحة فى مصر ؟
 أنا أري حال السياحة محزن . فهو قطاع لم يجد من يحنو عليه في حين أنه  الوحيد الذي أدخل للخزانه العامة ١٢ مليار دولار سنة ٢٠١٩ متخطياً ايرادات قناة السويس . و هو من أهم قطاعات الدولة و لكن لا ينظر إليه بجدية لحل مشاكلة و الحفاظ علية و علي العاملين به و هم ثلاثة ملايين عامل مباشر ١٥ مليون عامل موسمي

- الرئيس السيسى دائما ما يوجه بأن تكون مصر قبلة للسياحة فى العالم هل لدينا المقومات لذلك ؟
الرئيس يعلم تماماً مقومات مصر  .فهي أقدس أرض و ناديت أنا شخصياً بالتجلي الأعظم بسانت كاترين و الإهتمام بمسار العائلة المقدسة و عتبات آل البيت في مصر . لتأخذ مصر ما تستحق من السياحة الدينية المستجلبة فعندنا تجلي رب كل بيت و رب البيت و رب كل الاديان سبحانه و تعالي بسانت كاترين . هذا غير مقومات مصر الأثرية فمصر تملك ثلث أثار العالم . و أقدم بناء حجري في كل حضارات العالم . و أعجوبة الدنيا الوحيدة الباقية و هي الأهرامات الثلاثة و اعظمهم هرم خوفو . و غير ذلك من معابد و مقابر أثرية تشهد تطور الإنسان دينياً منذ بدء الخليقة غير سواحل شاطئية تمتد بسبعمائة كيلومتر غرباً و هي الساحل الشمالي الغربي . و ألف كيلومتر شرقا و هي سواحل الشمال الشرقي . هذا غير سواحل شبة جزيرة سيناء و أشهر منتجعاتها شرم الشيخ و ذهب و نويبع و طابا و الطور و رأس سدر و سواحل بطول البحر الأحمر من السويس و حتي شلاتين و تمتد لأكثر من ١٢٠٠ كيلومتر . و لكن مصر الي الأن لم تضع خطة واضحة لتنفيذ المقولة الإقتصادية الراسخة و هي العرض و الطلب . فالي الأن لم تستطع أي جهة إدارة أن تخلق طلب فيمتلئ المعروض بالسائحين و ترتفع أسعار السياحة إلي مصر . بدلاً مما هو أصبح واقع مصر و أنها بلد السياحة الرخيصة . و هذا لفشل من جاء و ادار ملفات السياحة فيما عدا القليل منهم .

- كان دخل السياحة فى مصر من أهم مصادر الدخل للدولة فماذا ترى الحال الأن ؟
بالنسبة لدخل مصر من السياحة فقد وصل سنة ٢٠١٠ الي ١٦ مليار دولار . والمفروض اليوم أن يكون ٣٠ مليار دولار و لكنه للأسف وصل إلي صفر ايراد .

- أثرت كرونا على مجال السياحة فى العالم كله فما الوضع فى مصر ؟
لقد أثرت كورونا علي مجال السياحة في العالم كله و لكننا نجد دول نجحت في الإحتفاظ بمعدلات سياحة عالية . مثل الأمارات و دبي و تركيا و نحن في مصر . كنت دائما ادعو لتقوية السياحة العلاجية و الإستشفائية فى مصر و عندما سنحت الفرصة بجائحة كورونا لتثبت مصر أنها قادرة علي ان تستقطب هذا النوع من السياحة تخلت عنه . فلو أطلقنا حملة عالمية بأن ( علاجك شمسنا المصرية ) فسوف تستقطب كل الموجودين في بيوتهم من بلاد الشمال الثلجية و الباردة و الذين تواروا داخل منازلهم الباردة . و قد دشنا أول مستشفي عائم علي النيل لمرافقة الفنادق النيلية و المراكب في رحلاتها و لم تستغلة وزارة السياحة . و كنا أول من نفذ تجربة العزل داخل فنادق مرسي علم و الدولة لم تساعد في تقوية و تدعيم إستخدام الطاقة الفندقية الساحلية المشمسة العلاجية عندنا في استقطاب السياحة العلاجية و الإستشفائية و هي من أغلي السياحات و تتحمل كامل تكلفتها العالية شركات التامين الدولية .

- مصر تمتلك ثلث آثار العالم و مع ذلك هناك دول كثيرة السياحة فيها انشط من مصر بكثير لماذا ؟
لأن مصر دولة تملك مقومات و ليست دولة سياحية . و هناك فرق  بين أن تكون دولة سياحية و دولة تملك مقومات . و لكى تكون دولة سياحية لابد أن تكون هناك خطة موضوعة و واضحة مع كافة جهات الدولة و يتم تنفيذها كاملة لكى تتحول إلى دولة سياحية . و لابد أن يكون هناك مجلس أعلى للسياحة و بالفعل تم تكوين هذا المجلس إلا أنه لم يجتمع . فلابد من إجتماع المجلس الأعلى للسياحة . لأنه طبعا سوف يكون ممثلا فيه كل الوزارات . و عندما يتخذ اى قرار أو تراخيص فلا يكون فيه إهدار للوقت  و لايكون الروتين عائق . و فى نفس الوقت لابد من وجود منظومة تسويقية لزيادة الطلب على مصر . نحن نمتلك المعروض و عندنا الطاقة الفندقية  . و لكن عندنا قصور فى الإدارة و التسويق .   

- هناك قطاعات فى السياحة تأثرت و لمدة كبيرة بما يحدث فى العالم من أزمة كرونا و من قبل الأزمة فكيف يكون الحل لإعادة السياحة مرة أخرى ؟
بالنسبة للخسائر و مساعدة العاملين بالمجال السياحى فهذا طبيعى . أن تعمل الدولة على مساعدة المتضررين مثل كل دول العالم . لأنه وقت الرواج كان الكل يدفع ما عليه من ضرائب و تأمينات و عندما تكون هناك أزمة فواجب الدولة أن تكون بجانبهم . و طبعا يوجد بعض المبادرات التى لم تنفذ و لم يحصل عليها إلا المحظوظين مثل مبادرات البنك المركزى لتأجيل الأقساط أو التأمينات . يقولون لا يوجد هذا الكلام لو تريد التأجيل لابد من دفع الفوائد و غرمات التأخير . و نفس الشىء بالنسبة للبنوك و بناء عليه المبادرات تخرج غير و اضحة و غير قاطعة . فيجب التفكير فى اسلوب عمل .
مثلا لو تحولت  منطقة شرم الشيخ كها إلى سياحة علاجية . و هى عبارة عن سيارات تكون أمام كل فندق . أو تعيين أطباء داخل الفنادق و يكونوا مقيمين عندما تظهر على أى شخص اعراض المرض  يتم عزله و يعالج داخل الفندق لأن الكرونا ليس فيها تدخلات جراحية فكلها علاجية .  و بناء عليه يمكن العزل فى الغرفة و فى نفس الوقت التأمين العالمى يدفع للعلاج و فيها أيضا مكاسب للفنادق . أما بالنسبة للذين لم يصابوا فيمكن لهم عمل الجولات و الفسح .

 

- ماذا ترى فى كيفية التعامل فى ظل وباء كرونا ؟
هناك بعض الدول عملت ابلكيشن ينزل على الموبايل . يجعل دائما هناك إتصال مع المواطن أيا كان مكانه . مثل السعودية يوجد ابلكيشن اسمة "توكلنا"  و آخر اسمة "تباعد"
 ابلكيشن توكلنا مفروض على كل من دخل السعودية . أما ابلكيشن "تباعد" يبن ما إذا كان بالمكان الذى يوجد به الشخص مصابين أم لا . فيمكن الإعتماد التكنولوجى العالى للمساعدة على السياحة العلاجية و الإستشفائية .

- فى الفترة السابقة تم إستخراج كثير من المقابر الأثرية  فكيف استغلت وزارة السياحة فى استثمار ذلك فى جذب السياحة ؟
أما فيما يخص المقابر الأثرية و الإكتشافات فهذه الإكتشافات لم يكن لها أى تأثير . لأنها لم تؤدى إلى شىء جديد و لم يكن لها أى دراسات علمية و لا تمت الدعوة العلمية للكشف الأثرى الصحيح لها  . لابد أن يكون هناك ورشة دراسات للإكتشافات . فليس الأمر مجرد أننا وجدنا كشف لمجموعة من المقابر نقول أنها كانت ورشة للتحنيط  . لا يوجد ذلك . لابد أن يكون هناك دراسات و شغل .
أما فتح التابوت أمام الناس لها وجهتين الأول أن التابوت يفتح لأول مرة . الثانية أنك لم تدرس و بذلك تعرض المومياء إلى التحطيم لأنها تتعرض للهواء الطبيعى  بمجرد فتح التابوت و لكن الفتح التابوت العلمى الأثرى له اسلوب لابد من إتباعه .
و بذلك لم تؤدى هذه الإكتشافات إلى أى زيادات . حتى المعارض الخارجية التى عملتها وزارة الآثار مثل معرض "توت عنخ آمون" أو اى معارض أخرى لم تقوم بالغرض منها و هو تنشيط السياحة . لو قمنا بعمل إحصائية لعدد السائحين العائدين من الدول التى كان يقام بها المعارض السياحية نجد أن العدد لم يزد . بالعكس فإن العدد قل و لو بحثنا عن المكاسب الماليه التى عادت من وراء الإكتشافات أو من وراء المعارض نرى أنه لا يوجد أى زيادات مالية دخلت البلد .

- هل تستطيع السياحة الداخلية أن تنافس السياحة الخارجية ؟
أما بالنسبة للسياحة الداخليه فلا يمكن طبعا أن تنافس . لانها تواجهها بعض المشاكل فالمواطن ظرفه المالية مع كرونا اصبحت ضيقة جدا حتى من تسمح ظروفه المالية لا يتحرك . حتى السياحة الداخلية لم يتم استغلالها الإستغلال الأمثل . فعندما تم عمل مبادرة "شتى" كانت بين شركة مصر للطيران و بعض الفنادق و لكن المبادرة فشلت تماما لأنها لم تدرس كما ينبغى و لم يشرك فيها جميع الفنادق أو جميع شركات السياحة . فكان يمكن أن تكون بشكل أفضل من ذلك بكثير .

- السياحة الروسية كانت من أهم السياحة فى مصر و كانت عليها إعتماد كبير فى قطاع السياحة . ماذا فعلت الدوله لإستعادة السياحة الروسية مرة اخرى ؟
أما بالنسبة للسياحة الروسية هناك أزمة وحل هذه الأزمة صعب جدا لأنه معروف أن روسيا طلبت تعويضات للأسر ضحايا الطائرة التى وقعت عام 2015 .  و مصر لن تدفع تعويضات عن طائرة ليست السبب فى قوعها فيوجد مشكلة . و نتمنى أن يكون لها حلول دبلوماسية تتفق عليه الدولتين و لكن السياحة الروسية هى سياحة رخيصة و لا يمكن أن تكون هى المنقذ للسياحة المصرية فهى جزء من السياحة . و ليست المنقذ للسياحة المصرية و نحن نريد أن نرفع مستوى السياحة إلى السياحة الغنية و ليست السياحة الرخيصة .   

- كل يوم تعانى شركات السياحة من التهديد بالإغلاق فما الحل ؟
طبعا كل يوم تتعرض شركات السياحة لتهديد بالإغلاق . فإذا اغلقت الشركة أو قامت بتسريح الموظفين سوف يلغى الترخيص . و ماذا يفعلون لديهم إلتزامات و عليهم اعباء و التكاليف باهظة جدا . و لم يساعدهم أحد . بالعكس فلا يوجد شركة سياحة ليست عليها قضية ضرائب فى المحكمة أو فى لجان الطعن . فينبغى مراعاة هذه المشاكل و لابد من تنفيذ المبادرات و لابد للوقوف بجانب هذا القطاع لأنه لا قد الله لو إنهار سيكون هناك مشكلة كبيرة مع بداية إنتظام السياحة .

 
- ما هو ترتيب مصر سياحيا على مستوى العالم ؟
أما بالنسبة لترتيب مصر فى شركات السياحة للأسف نحن فى ترتيب متأخر جدا فهناك جزيرة "بالى" فى ترتيب متقدم و أماكن أخرى تقدمت على مصر فى الترتيب مع أنهم لا يملكوا ما تملكة مصر من مقومات . و لكنهم استطاعوا أن يصنعوا منظومة سياحية صحيحة بمخطط و دراسة و و قاموا بعمل حملات تسويقية قوية فى دول الخارج فأدت إلى أن يتحولوا إلى ترتيبات فى الدول الجاذبة للسياحة .

- اذا كان لدينا تقصير فى مجال السياحة فإلى من ترجع ذلك التقصير ؟
طبعا التقصير دائما يكون تقصير من جهة الإدارة أو من وزارة السياحة و الآثار و الجهات المسئولة عن السياحة فى مصر . لأنه لا يمكن أن يكون التقصير من صاحب شركة و مهما كان قوة صاحب الشركة أو صاحب الفندق فلن تكون الشركة بقوة الدولة . ننظر إلى الدول السياحية ماذا فعلت .  و لا نريد أن نخترع أو نقول أننا سوف نفعل  مالم يفعل . نريد فقط أن نتبع ما اتبعوه . و أن نبدأ من حيث إنتهوا هم . كى نصل لوضع أقوى و نستطيع حل المشاكل التى واجهتهم .

 
- ما رأيك فى البيانات التى قدمها وزير السياحة أمام مجلس النواب لمساعدة القطاع السياحى ؟
أما بالنسبة للبيانات الذى ألقاه وزير السياحة أمام مجلس النواب فهو بيان لا يمت للواقع بصلة فالواقع شىء آخر غير البيان . ففى هذا البيان ذكر الوزير الانجازات و أنا كنت أتمنى أن تطرح خطة عمل أو رؤية مستقبلية لجذب السياحة أو للعمل السياحى . لاننى لا أرى لهذه الإنجازات على أرض الواقع شىء و الواقع شاهد علينا . و هو بنفسه قال أن كل المتاحف التى افتتحها خسرت . و قال أنه ليس عنده ايرادات . و أنه مديون بـ 7 مليار.

- ما هى المناطق السياحية التى يجب على وزارة السياحة و الآثار الإعتناء بها و لم تفعل ذلك ؟
 كل مناطق مصر يجب الإعتناء بها . الطرق و النظافة المطارات كل شىء يجب الإعتناء به تماما  و التنسيق مع جميع الجهات .  لأن السياحة منظومة . فيوجد شىء اسمه دولة سياحية . و شىء اسمه مقومات سياحية  فلكى تكون دولة سياحية لابد أن تعتنى بكل ما يراه السائح أو يمر به من أو دخوله المطار إلى أن يغادر من مصر .

15 - فى رأيك كيف الخروج من الأزمة السياحية لتكون مصر هى قبلة السياحة العالمية ؟    
يكون الخروج من هذه الأزمة بكل ما ذكر و الإعتناء به و تكاتف كل جهات الدولة لتعود مصر لسابق عهدها و تكون مصر كما عهدناها قبلة السياحة فى العالم .