الريادة النسائية في الأردن: الاستمرارية والابتكار في مجال الأعمال والتكنولوجيا

الجمعة, أغسطس 11, 2023 - 06
مال وأعمال
الريادة النسائية في الأردن: الاستمرارية والابتكار في مجال الأعمال والتكنولوجيا
كتبت : سناء سعيد - الأردن تواصل الرائدات الأردنيات إثبات قدراتهن في مجال الأعمال والتكنولوجيا، وهن ما يزالن يحتفظن بإنجازاتهن التي حققنها في "قصص النجاح" التي استغرقت منهن وقتًا وجهدًا وتضحية على مدار سنوات. ومن بين النساء الرياديات يشتهر اسم سنية اللبدي الأردنية التي تعمل بجد لتطوير مشروعها الريادي المعروف باسم "شرفة" والذي يستند إلى منصة عربية لتدريس اللهجات العربية للأطفال العرب والمغتربين والموظفين العاملين في السفارات والشركات العالمية. تشدد اللبدي على أن التكنولوجيا أصبحت في الوقت الحاضر "عاملاً ممكناً" للجميع وللاقتصاد والمجتمع ولإنشاء المشاريع الريادية، سواء كانت هذه المشاريع ذات هدف ربحي أو اجتماعي، أو تجمع بين الهدفين. تقول اللبدي، التي لديها خبرة لأكثر من عشرين عاماً في إدارة المدارس ، أن وجود التكنولوجيا وانتشار الإنترنت بفضل الأدوات المتاحة للتواصل السريع وتوفير الوقت والجهد، شجعها بشكل كبير على بدء مشروعها قبل ثلاث سنوات. وهدفها الرئيسي هو تطوير موقع إلكتروني يمنح الشباب والكبار العرب الذين عاشوا في الغرب الفرصة للعودة إلى تراثهم وأصولهم والتحدث بلغتهم الأم، بالإضافة إلى مساعدة الأجانب الذين يعيشون في الوطن العربي على التواصل مع المجتمع العربي. فازت السيدة اللبدي بجائزة "ملهمة التغيير باستخدام العالم الرقمي" في العام الماضي. يتم تنظيم هذه الجائزة من قبل شركة "أورانج الأردن" وجمعية "إنتاج". تعتبر السيدة اللبدي أن الجائزة ألقت الضوء على مشروعها الذي يفيد الشباب والمجتمع العربي. وبالإضافة إلى ذلك، يوفر المشروع فرص عمل للسيدات للعمل من المنزل، وهذا هو دور التكنولوجيا في توفير فكرة "العمل عن بعد" اليوم. السيدة الأردنية سنية اللبدي هي واحدة من المبتكرات المئات الأردنيات اللاتي استخدمت التكنولوجيا كأداة وعامل مهم في إنشاء وتصميم وتطوير مشاريعها الريادية المستندة إلى أفكار مبتكرة. لقد حققت العديد منهن تقدمًا ملحوظًا في توصيل خدماتهن ومنتجاتهن إلى الناس. من بين النساء الرياديات البارزات، واللاتي يعملن على مشاريع تنفع الشباب والأطفال وتزودهم بالمعرفة التقنية، تبرز المبادرة الأردنية لشمايلة ظلال من محافظة الكرك، التي تدير مشروع "ايزي روبوت كيتس". طموحها هو تطوير أكاديمية تعمل على انتشار ثقافة التكنولوجيا والابتكار والبرمجة والروبوتات والذكاء الاصطناعي بين الأطفال والشباب من خلال تدريبات متخصصة داخل الأكاديمية أو بالتعاون مع منظمات ونوادي خاصة. إنّ الشمايلة، المهندسة الكهربائية، تهدف إلى تعليم الأطفال والصغار والشباب المفاهيم الحديثة واستخدام التكنولوجيا، إذ ترى أنّ التكنولوجيا لم تعد ترفاً بل أصبح لزامًا علينا اليوم أن نلعب دورًا في "محو الأمية الرقمية"، سواء من خلال المؤسسات والمنظمات الريادية وبرامجها المختلفة، أو من خلال التعاون مع المدارس والجامعات. إن حياتنا واقتصادنا اليوم يتوقفان ويرتبطان بشكل كبير بالتقنيات الحديثة. وصرحت الشمايلة لصحيفة "الغد" أنها تعمل بجد اليوم على تحسين منصة رقمية تنتمي إلى أكاديميتها، حيث تهدف إلى توفير التعليم الأونلاين للشباب العربي باللغتين العربية والإنجليزية، وذلك عن طريق تعليمهم التقنيات الحديثة للتصميم والابتكار والاختراع، بهدف تحسين واقعهم الاقتصادي وتطوير بلدهم. فازت الشمايلة بالمركز الثاني في نسخة هذا العام من جائزة "ملهمة التغيير باستخدام العالم الرقمي". ترون في هذه الجائزة تقديرا لجهودها في تعليم الأطفال والشباب التقنيات الحديثة، وتعتبرها حافزًا للعمل بجد أكثر لنشر ثقافة التكنولوجيا وبناءً على ما قدمته سابقًا، حيث نجحت خلال السنوات القليلة الماضية في تعليم حوالي ثلاثة آلاف شاب وطالب في مجالات تقنية مختلفة. في لغة الأرقام، يحتل قطاع ريادة الأعمال في الأردن المركز الرابع على مستوى الإقليم. توجد 17 مؤسسة تمويلية للمشاريع الريادية، بما في ذلك 14 صندوق استثماري، وقد تم تخصيص ما مجموعه 110 ملايين دولار للاستثمار في المملكة. هناك أيضًا أكثر من 40 حاضنة ومسرعة للأعمال الموجودة في المملكة. تظهر الأرقام الرسمية الأخرى أن هناك 200 شركة ناشئة مسجلة في الأردن. وتشير الأرقام أيضًا إلى ارتفاع حجم الاستثمار في الشركات الناشئة في المملكة خلال العام 2021 حيث بلغ حوالي 120 مليون دينار، بالمقارنة مع حوالي 20 مليون دينار في العام السابق. تعتبر الريادية عبير البشيتي، صاحبة مشروع لاريمار، أننا جميعاً نسعى لتحسين حياتنا وتعزيز اقتصادنا ومجتمعاتنا ومؤسساتنا ويمكن للتكنولوجيا أن تساهم في تحقيق ذلك. وأدلت بقولها: "يمكن للتكنولوجيا أن تسهم في تحقيق الرفاهية والسعادة والأمان، والتطور الإيجابي للأفراد والمجتمعات". وأشارت البشيتي إلى أن مشروع "لاريمار" يستند إلى فكرة تعزيز استخدام الذكاء العاطفي الاصطناعي في التطبيقات التكنولوجية المرتبطة بالتعامل المباشر مع الإنسان، من خلال دعم آليات اتخاذ القرار في الأنظمة الذكية وإضافة مستوى من الذكاء العاطفي. وأشارت إلى أنه يمكن تطبيق برامج الشركة في تطبيقات الرعاية الصحية وتحسين العافية والكشف عن مستوى التهديد الأمني وتصميم الألعاب، وتحسين تجربة المستخدم ومستوى رضاه عن الخدمة، وتعزيز آليات التفاعل في التعليم الافتراضي وغيرها من التطبيقات. وأكدت البشايتي أن الشركة تركز جهودها على تحسين مستوى الرفاهية عن طريق تطبيق "نحو الرفاهية" وهو تطبيق ذكي يرتبط بساعتك أو يعمل بشكل مستقل، ويستخدم تقنيات التغذية الحيوية الراجعة والعلاج الإدراكي السلوكي لمساعدتك على تنظيم مشاعرك وتحسين مزاجك. يقوم التطبيق بقياس عواملك الحيوية وتحديد ما تشعر به ثم يقدم لك نصائح تساعدك على التكيف مع مشاعرك الصعبة. تمكنت البشيتي مؤخرًا من التأهل إلى المباراة النهائية لـ "WE Empower UN SDG"، حيث تمت إدراجها في قائمة تضم ٢٥ سيدة رائدة من جميع أنحاء العالم. وقد حصلت العام الماضي على جائزة "ملهمة التغيير باستخدام العالم الرقمي". يعتقد الخبير في مجال التكنولوجيا، صفي الصفدي، أن التكنولوجيا قد شجعت الشباب والرياديين على تأسيس مشاريع وتنفيذ أفكار يمكن أن تنتشر عبر الإنترنت بشكل عالمي. قالت: "لم نعد بحاجة إلى الاستثمار الكبير اليوم في إنشاء المشاريع بوجود التكنولوجيا، سواء في مرحلة الإنشاء أو التطوير أو التسويق والتصدير. يُسهل الإنترنت الاندماج والتقارب بين جميع العناصر في العملية الاقتصادية: الناس والمستخدمين وأصحاب المشاريع والأسواق". وأكد أنه مع التطورات التكنولوجية الحديثة وتطوير بنية الاتصالات، خاصة مع إدخال تقنية الجيل الخامس، يمكننا توقع ظهور العديد من الأفكار التقنية التي ستطورها الرواد والتي ستكون قادرة على تحسين حياتنا الاجتماعية والاقتصادية. الطالبة الجامعية هديل أبو زايد تمكنت مؤخرًا، بالتعاون مع زملائها، من ربط الأجهزة باستخدام تقنيات الإنترنت والتطبيقات، وذلك لتخرج بابتكار يحمل اسم "هيل ليج" أو "شفاء الساق". يُعد هذا الابتكار نظامًا مساعدًا للمشي يساعد الأشخاص الذين يعانون من الجلطة الدماغية على استعادة استقلاليتهم الوظيفية. أكدت أبو زايد، التي تحمل شهادة في هندسة البرمجيات، أنهم تمكنوا من إنتاج نموذج أولي لهذا النظام، مع التركيز على جعله نظامًا تفاعليًا بين المعالج والمرضى، حيث يساهم في تحسين جلسات إعادة التأهيل، وبالتالي يوفر الوقت والجهد للمرضى وعائلتهم. أبو زايد، الفائزة بالمركز الثالث في نسخة هذا العام من جائزة "ملهمة التغيير باستخدام العالم الرقمي"، تعتقد أن التكنولوجيا الحديثة أصبحت جزءاً لا يتجزأ من حياتنا، بمعنى أنها متواجدة في كل جوانبها. كما تعتقد أنه يمكن الاعتماد على التكنولوجيا والاستفادة منها لإدارة حياتنا اليومية والاجتماعية والعملية، وكذلك لتطوير الأفكار التي تعالج المشكلات التي يواجهها الأفراد والمجتمع.

Deprecated: Directive 'allow_url_include' is deprecated in Unknown on line 0